تعریف الحکمة و بیان أقسامها
الأول: هو الحکمة النظریة:
و مثاله: علمنا بأن العالم محدث، و أنّ له صانعا قدیما قادرا، عالما، و أن السماء کرة، و أنّ النفس باقیة.
الثانی: هو الحکمة العملیة:
و مثاله: العلم بأنه کیف یمکن اکتساب الملکات الفاضلة النفسانیة، و إزالة الملکات الرذیلة النفسانیة، و کیف یمکن إزالة المرض و تحصیل الصحّة.
فکل واحد من هذین علم، إلّا أن الأول علم بشیء لا تأثیر لنا البتة فیه، بل المقصود من معرفته نفس تلک المعرفة فقط. و الثانی علم بشیء یکون المطلوب من تحصیل العلم به إدخاله فی الوجود أو منعه من الوجود.
و الحکمة النظریة أشرف من الحکمة العملیة، لأنّ کل ما یعلم لیعمل؛ کان العلم فیه وسیلة و العمل مقصودا، و الوسیلة فی کل شیء أخسّ من المقصود. فالعلم بالأعمال یکون أدون منزلة من تلک الأعمال، و لا شک أن الأعمال أدون منزلة من المعارف الإلهیة و الجلایا القدسیة. و ذلک یدل على أن الحکمة العملیة أدون منزلة من الحکمة النظریة بکثیر.
و أیضا فإن ما یستکمل به القوة النظریة و هو الحکمة النظریة ینبغی أن یکون أشرف من ما یستکمل به القوة العملیة، و هو الحکمة العملیة. لأنها هی الجنبة العالیة من النفس و هذه هی الجنبة السافلة منها. و لذلک تدوم الأولى بدوامها بخلاف الثانیة، فإنها قد تزول عنها بالکلیة. و الکلام الإلهی ناطق بحصر الکمالات الإنسانیة فی هاتین المرتبتین
شرح الهدایة الاثیریة(صدرالمتالهین) موسسة التاریخ العربى/بیروت/1422 ه ق/ اول/ص: 7
- ۰ نظر
- ۲۶ مرداد ۹۳ ، ۲۳:۵۱