الثقلین

الثقلین

۱ مطلب با کلمه‌ی کلیدی «واجب الوجود» ثبت شده است

۲۷
مرداد
۹۳

اعلم أنّ السالکین الذین یستدلّون بوجود الآثار على الصفات، و من الصفات على الذات، لهم طرق  کثیرة، أجودها طریقان:

أحدهما معرفة النفس  الإنسانیة: (وَ فِی أَنْفُسِکُمْ أَ فَلاتُبْصِرُونَ)  هذا أجود الطرق، بعد طریق الصدّیقین.

و ثانیهما النظر فی الآفاق و الأنفس؛ کما أشار إلیه بقوله- تعالى-:  (سَنُرِیهِمْ آیاتِنا فِی الْآفاقِ وَ فِی أَنْفُسِهِمْ حَتَّى یَتَبَیَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ). و فی القرآن آیات کثیرة فی هذا المنهج، و لهذا مدح اللّه الناظرین فی خلق السماوات و الأرض و أثنى على المتفکّرین فی آثار صنعه وجوده و لإثبات هذا المطلب منهج آخر، و هو الاستدلال على ذاته بذاته؛ و ذلک‏لأنّ أظهر الأشیاء هو طبیعة الوجود  المطلق - بما هو وجود مطلق-، و هو نفس حقیقة الواجب- تعالى-، و لیس من الأشیاء- غیر الحقّ الأول- نفس حقیقة الوجود؛ فیثبت  من ذلک إثبات المبدأ الأعلى و الغایة القصوى.

و الحقّ أنّ معرفة  وجود الواجب أمر فطری، لا یحتاج إلى برهان و بیان؛ فإنّ العبد عند الوقوع فی الأهوال و صعاب الأحوال یتوکّل بحسب الجبلّة على اللّه‏- تعالى- و یتوجّه توجها غریزیّا إلى مسبّب الأسباب و مسهّل الأمور الصعاب و إن لم یتفطّن لذلک، و لذلک ترى أکثر العرفاء مستدلّین على إثبات وجوده و تدبیره للمخلوقات بالحالة المشاهدة عند الوقوع فی الأمور الهائلة- کالغرق و الحرق و فی الکلام الإلهی- أیضا- إشارة إلى هذا. فما أضلّت « الدهریّة و الطباعیّة و البختیّة و إخوان الشیاطین! الذین یتشبّهون بالعلماء و یکذّبون أنبیاء اللّه و یزعمون أنّ العالم قدیم و لا قیّم له؛ فمثواهم الجحیم و جزاؤهم البعد عن النعیم.

توضیح عقلی‏

اعلم أنّ إنیّته- تعالى- ماهیته، و وجوده - تعالی وجود کل شی‏ء، و وجوده عین حقیقة الوجود من غیر شوب عدم و کثرة؛ لأنّ کل ماهیّة یعرض لها الوجود ففی اتّصافها  بالوجود و کونها [مصداقا] للحکم به علیها، تحتاج  إلى جاعل یجعلها؛ و لمّا ثبت «امتناع تأثیر شی‏ء فی وجوده»، من جهة أنّ العلّة تجب أن تکون مقدّمة  على المعلول بالوجود، و تقدّم الماهیّة على وجودها بالوجود غیر معقول، فوجوده- تعالى- ماهیّته، و ماهیّته وجوده.و لأنّه لو لم یکن وجود کل شی‏ء، لم یکن بسیط الذات و لا محض الوجود؛ بل یکون وجودا لبعض الأشیاء، و عدما لبعض؛ فلزم فیه ترکیب من عدم و وجود  و خلط بین إمکان و وجوب، و هو محال.

فوجوده وجود جمیع الموجودات، لکونه صرف الوجود: (لا یُغادِرُ صَغِیرَةً وَ لا کَبِیرَةً إِلَّا أَحْصاها)  فهو الأصل و الحقیقة فی الموجودیّة، و ما سواه شؤونه و حیثیّاته ؛ و هو الذات، و ما عداه أسماؤه و تجلیّاته و مظاهره؛ و هو النور، و ما عداه ظلاله  و لمعاته؛ و هو الحق، و ما خلا وجهه الکریم باطل: (کُلُّ شَیْ‏ءٍ هالِکٌ إِلَّا وَجْهَهُ) ، (ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَیْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ)

فالوجود  الحقیقی هو وجود الواجب المسمى ب «وجوب الوجود»؛ و وجود ما سواه وجود مجازیّ مسمّى ب «وجوب بالغیر». و قد یعبّر عنهما  ب «السکون» و «الحرکة» ؛ بخلاف الواجب بالذات، فإنّه موجود بجمیع الاعتبارات فی جمیع المراتب، فکأنّه استقرّ على ما هو علیه. فتحدّس من ذلک معنى الوجود و عدمه‏

المظاهر الالهیة فى اسرار العلوم الکمالیة(صدرالمتالهین)،بیناد حکمت صدرا/تهران‏/ 1387 ه ش‏/اول‏ /ص: 20-25

  • سجاد رحیمی