تفسیر بسم الله(ابن عربی)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِاسم الشیء ما یعرف به، فأسماء اللّه تعالى هی الصور النوعیة التی تدلّ بخصائصها و هویاتها على صفات اللّه و ذاته، و بوجودها على وجهه، و بتعینها على وحدته، إذ هی ظواهره التی بها یعرف. و اللّه اسم للذات الإلهیة من حیث هی هی على الإطلاق، لا باعتبار اتصافها بالصفات، و لا باعتبار لا اتصافها.
و الرَّحْمنِ هو المفیض للوجود و الکمال على الکل بحسب ما تقتضی الحکمة و تحتمل القوابل على وجه البدایة. و الرَّحِیمِ هو المفیض للکمال المعنویّ المخصوص بالنوع الإنسانی بحسب النهایة، و لهذا قیل: یا رحمن الدنیا و الآخرة، و رحیم الآخرة. فمعناه بالصورة الإنسانیة الکاملة الجامعة الرحمة العامّة و الخاصة، التی هی مظهر الذات الإلهی و الحق الأعظمی مع جمیع الصفات أبدأ و أقرأ، و هی الاسم الأعظم...
تفسیر ابن عربی/دار احیاء التراث العربى/ بیروت/1422 /ج1/ص7